مع أجواء عمانية خاصة، وحضور محب للمدينة بيومياتها وتفاصيلها، وطقوس مستقاة من الحياة في شوارعها، أطلق زيدون كرادشة مساء أول من أمس كتابه “لِسَّه في” في هنجر راس العين، الذي يحتوي 99 مقالا تسلط الضوء على أبعاد مختلفة من مشاهد من الحياة في مدينة عمان، كان قد كتبهم زيدون بنفس إيجابي وأحيانا ساخر على “فيسبوك”، ولاقت تفاعلا كبيرا من الناس.
الكتاب، الذي جاء “بكيبورد زيدون كرادشة” وتحت رعاية “لايكاتكم، كومنتاتكم وشيراتكم”، يؤكد أهمية التفكير الإيجابي ووجود الأمل حتى لو كان بنسبة 1 % فقط.
وفي هذا الصدد، يقول زيدون “قد نرى نسبة الفشل والسلبيّة وقلة الموارد وطفس المواهب والأحلام تعادل 99 % لكن ما يزال هناك 1 % من الأمل”، رائيا أن “السلبية معدية بشكل كبير، ويمكن أن تنتشر بشكل سريع”، إلا أنه يؤكد أن الايجابية هي الحل وأنه دائما يوجد أمل، وأن “جميعنا مسؤولون عن إحداث التغيير في المجتمع”.
وأضاف في حفل التوقيع “لست كاتبا محترفا، لكنني كنت أكتب بعفوية على “فيسبوك” دونما أشعر أنني أبذل جهدا في ذلك.. إما في اجتماع ممل أو خلال أزمة السير أو في حالات أخرى”، مشيرا إلى أن المقالات كانت تخرج من مواقف في العمل والحياة بشكل عام، تستثيره؛ فيكتب ويعبر عن نفسه.
وبين أن المقالات، التي كتبت على امتداد حوالي عام من الزمن، كانت تلقى تفاعلا كبيرا على “فيسبوك”، ومن هنا اقترح عليه عديدون القيام بنشرها في كتاب.
وأشار إلى أن الكتاب يحوي 99 مقالا؛ حيث إن
الـ1 % هي الأمل المتجسد بالدور الذي يمكن أن يلعبه كل فرد بشكل إيجابي لإحداث فرق إيجابي في المجتمع.
طقوس الحفل كانت عمانية بامتياز؛ إذ قدمت البليلة والترمس والفول في البداية، وفي النهاية قدمت الكنافة بنوعيها الخشنة والناعمة؛ وهو عنوان إحدى المقالات في الكتاب “خشنة وإلا ناعمة”، وتم بيع الكتاب مع “كيس بزر” عماني، الذي قد يحتاجه القارئ أثناء القراءة.
الحفل الذي قدمه الفنان وسام طبيله وحاور فيه زيدون حول الكتاب، حضره أمين عمان عقل بلتاجي بدون دعوة رسمية، فقد كان بلتاجي يفتتح معرضا في إحدى قاعات جاليري رأس العين وعرف عن الحفل وجاء لحضوره.
من جهته، قال بلتاجي في الحفل “أنا صباحا ومساء بتحرك وبحلم على نبضة وهمسة ولمسة إيجابية”، مشيرا إلى أنه لو تم تجميع الايجابية الموجودة لدى الأفراد، فإنه حتما سيتم التحرك بها “للأمام أو الأعلى”.
وأكد بلتاجي أهمية وجود الرؤية والرسالة والشغف، مضيفا أن الكتاب، الذي يذهب ريعه لدعم مرضى السرطان، سيكون متوفرا في جميع مكتبات أمانة عمان الكبرى.
الناشر سنان صويص من دار نشر “جبل عمان” التي تولت نشر الكتاب، قال “إننا مجموعة صغيرة من الناس نحب المدينة ونعتبر الايجابية أسلوب حياة، ونرغب نحن وأولادنا بالعيش في الأردن وعدم الهجرة إلى الخارج”، مشيرا إلى أن هذه المجموعة ستكبر وتعمل بقدر استطاعتها على نشر الإيجابية دائما.
وزيدون كرادشة هو مهندس معماري يمتلك شركة تعمل في مجال التصميم ومواقع الإنترنت وإنتاج الرسوم الكرتونية المتحركة والألعاب الالكترونية وتطبيقات الهاتف الخلوي.
وتندرج المقالات في كتاب “لسه في” في ثلاثة أقسام هي “اجتماعي ساخر” التي تتحدث عن علاقة الزوج بالزوجة؛ و”سياسي مغلوم” التي تسلط الضوء على ظواهر سياسية بطريقة ساخرة و”أحلام قد تتحقق” والتي تتحدث عن أحلام يتمنى زيدون أن تتحقق في الأردن، قد تحتاج لوقت طويل، حسب ما يقول، إلا أنه يتمنى حدوثها.
ويهدي زيدون الكتاب إلى “حماته المتوفاة ليانا الدير” التي كانت صديقة حميمة وداعمة له و”جدة رهيبة كما في الروايات الخيالية وطباخة خطيرة” حسب ما كتب في صفحة “إهداء” في الكتاب.
ويقول زيدون في هذه الصفحة “للبعض الحماة مصيبة، ولأزواج آخرين هي منبع للمشاكل ولغيرهم من تحصيل حاصل لا بد من التعامل معها، أما لي شخصيا، فقد كانت حماتي صديقة حميمة..”.
ويشير في هذه الصفحة إلى أنها رحلت بسن مبكرة بسبب إصابتها بمرض السرطان، وأنها حاولت بكل الطرق مقاومة الورم الخبيث، واستطاعت أن تبقى ايجابية مبتسمة وهادئة حتى آخر أيامها.
وأضاف “الموت قد يدمر كثيرين ولكنه كان بالنسبة لي نقطة تحول”. وأردف أن “أي ربح من هذا الكتاب سيذهب لدعم مراكز علاج السرطان في الأردن، على يقين أن يعطي بصيص أمل لمن يصارع هذا المرض الخبيث.. وأقول لهم “لسه في…” حتى في أثناء رحلة العلاج المزعجة من هذا المرض الخبيث”.
وفي صفحة “كيف تقرأ الكتاب”، يورد زيدون أن المقالات كتبت بطريقة عشوائية حتى يتنقل الكاتب بحرية ما بين المجتمع والسياسية وحتى الأحلام.
وبين أن جزءا كبيرا من الصور تم التقاطها على شاشات السمارت فون؛ حيث إن الصور موجودة في الكتاب لإعطاء بعد جديد لكل مقال.
وأشار زيدون إلى أن الكتاب لم يكلفه شيئا، مؤكدا إمكانية إنجاز الكثير بالقليل، وشكر المتطوعين الذي أسهموا في إخراج الكتاب إلى النور من المصورين مثل روان دعاس ويارا صويص وحسام الأسمر، بالإضافة إلى د. سهيل جوعانه وميرنا جدعون اللذين عملا على تدقيق الكتاب، ومؤيد زيدان الذي صمم غلاف الكتاب، ودار نشر “جبل عمان” الذي عمل فريقها بكل حب، وزوجته ووالديه وشريكه تامر قراعين والحضور آخرين.
وفي صفحة “شكر”، يشكر زيدون “لايكات المتابعين وريتويتاتهم، وتعلقياتهم على فيسبوك التي لولها لما كان الكتاب صدر. وشكرا أيضا شوارع عمان وشعبها و”كشرة الشعب ونكدهم .. وسلبيتهم وقلة صبرهم، ومظاهراتهم واعتصاماتهم وأزمة السير والقوانين المشقلبة..”، ويقول “أنتم ألهمتموني”.
يذكر أن قناة رؤيا استثمرت في تحويل 30 مقالا الى حلقات كرتونية، سيتم بثها قريبا.
للمزيد عن الكتاب يمكن زيارة الرابط التالي: كتاب لسه في .
